معنى قول الله عزوجل : (طه)؟
قال : «طه اسم من أسماء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ومعناه : يا طالب الحقّ الهادي إليه (ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى) بل لتسعد به» (١).
وقال أبو جعفر عليهالسلام : «كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا صلّى قام على أصابع رجليه حتى تورّمت ، فأنزل الله تبارك وتعالى : (طه) بلغة طيّئ ، يا محمد (ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى)(٢).
وقال الطبرسيّ في (الاحتجاج) : عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، وقد سأله بعض اليهود ، قال له اليهودي : فإنّ هذا داود عليهالسلام ، بكى على خطيئته حتى سارت الجبال معه لخوفه.
قال له عليّ عليهالسلام : «لقد كان كذلك ، ومحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم أعطي ما هو أفضل من هذا ، إنه كان إذا قام إلى الصلاة ، سمع لصدره أزير كأزير المرجل على الأثافي (٣) من شدّة البكاء ، وقد آمنه الله عزوجل من عقابه ، فأراد أن يتخشّع لربّه ببكائه ، ويكون إماما لمن اقتدى به ، ولقد قام صلىاللهعليهوآلهوسلم عشر سنين على أطراف أصابعه ، حتى تورّمت قدماه ، واصفرّ وجهه ، يقوم الليل أجمع حتى عوتب في ذلك ، فقال الله عزوجل : (طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى) بل لتسعد به ، ولقد كان يبكي حتى يغشى عليه ، فقيل له : يا رسول الله ، أليس الله عزوجل قد غفر لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر؟ قال : بلى ، أفلا أكون عبدا شكورا؟» (٤).
__________________
(١) معاني الأخبار : ص ٢٢ ، ح ١.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٥٧.
(٣) الأثافي : واحدتها أثفية ، وهي الحجر يوضع عليه القدر. «أقرب الموارد ـ ألف ـ ج ١ ، ص ٤».
(٤) الاحتجاج : ص ٢١٩.