وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ (٢٢٦) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَذَكَرُوا اللهَ كَثِيراً وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (٢٢٧)
____________________________________
وفسقهم ومجونهم وهكذا.
[٢٢٧](وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ) حول بطولات وفسوق وترغيب وتحريض وتنقير وإنذار (ما لا يَفْعَلُونَ) من تلك الأمور التي ينسبونها إلى أنفسهم ، والرسول بالعكس من ذلك كله فهو يمشي وفق منهج مستقيم ذي فضيلة وعدل وإحسان ، وإنه لا يكذب وإنما يفعل ما يؤمر به ، وينتهي عما يزجر عنه.
[٢٢٨] ثم استثنى سبحانه عن هذا العموم الشاعر الذي ليس كذلك ، فإن الشعر ليس مذموما لذاته ، وإنما هو مذموم لهذه الاعتبارات المذكورة في الآية السابقة ، ولذا قال سبحانه (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) من الشعراء (وَذَكَرُوا اللهَ كَثِيراً) حتى لم يشغلهم الشعر إلى نسيان الله سبحانه ، حتى يكذبوا ويفعلوا ما لا يليق بالمؤمنين (وَانْتَصَرُوا) من المشركين ، للرسول والمؤمنين (مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا) أي ظلمهم الكفار بسبهم وهجائهم في الشعر ونحوه (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا) عند الموت ، أو في القيامة (أَيَّ مُنْقَلَبٍ) أي مرجع ويسمى المرجع والمصير المنقلب ، لانقلاب الإنسان من حاله إلى ذلك المحل (يَنْقَلِبُونَ) ويصيرون إليه ، وهذا تهديد لهم ، ولذا كان أمير المؤمنين عليهالسلام وكثير من أولاد المعصومين عليهمالسلام يقولون الشعر ، كما وردت بذلك متواتر الروايات.