بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ (٣٨) وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْياها لَمُحْيِ الْمَوْتى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٣٩) إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا
____________________________________
(بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ) في دائم الأوقات (وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ) من سأم بمعنى تعب ، أي لا يتعبون من التسبيح والعبادة.
[٤٠](وَمِنْ آياتِهِ) الكونية الدالة على وحدته ، وسائر صفاته وعلى المعاد (أَنَّكَ) يا رسول الله ، أو أيها الرائي (تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً) وخشوعها اغبرارها ، وعدم وجود النباتات المتحركة فيها ، بواسطة الجدب ، فحالها حال الإنسان الخاشع ، الذي لا حراك له ، وهو مغبر غير نضر (فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ) من المطر (اهْتَزَّتْ) أي تحركت ، فإن الماء ينشط الأرض ويحركها بالانتفاخ وتعلية الأملاح (وَرَبَتْ) أي ارتفعت لدخول الماء والهواء خلالها (إِنَّ الَّذِي أَحْياها) أي أحيا الأرض بعد الموت والخشوع (لَمُحْيِ الْمَوْتى) فكما يقدر على هذا يقدر على ذلك (إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فكيف ينكر الكافر قدرته على إعادة الأموات ، وهو يرى هذه القدرة الباهرة كل يوم؟
[٤١](إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا) أي يميلون عن الإيمان بآياتنا ، من «ألحد» ، بمعنى ، مال ، فينكرون قدرتنا ، وسائر صفاتنا ، فإنهم حيث انحرفوا عن الإيمان ، كانوا بمنزلة من انحرف عن الدليل الدال عليه (لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا) فإنهم تحت سمعنا وبصرنا ، نرى أعمالهم ونسمع أقوالهم ، حتى نجازيهم على ما اقترفوا من الميل والانحراف ، ويكون