فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا قالُوا آمَنَّا بِاللهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنا بِما كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (٨٤) فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا سُنَّتَ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ وَخَسِرَ هُنالِكَ الْكافِرُونَ (٨٥)
____________________________________
[٨٥](فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا) أي عذابنا النازل بهم (قالُوا آمَنَّا بِاللهِ وَحْدَهُ) لا شريك ، كما قال الرسل (وَكَفَرْنا بِما كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ) أي بالأصنام التي كنا نشركها بالله.
[٨٦](فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا) وعذابنا ، كما قال سبحانه (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ) (١) (سُنَّتَ اللهِ) أي سنّ الله عدم قبول إيمان من نزل به العذاب سنّة (الَّتِي قَدْ خَلَتْ) وسبقت واستمرت (فِي عِبادِهِ) الكفار ، وذلك لأن العذاب لا ينزل إلا بعد أن يظهر عناد الكفار ، بحيث يعلم أنهم لا يؤمنون باختيارهم أبدا ، وهذا وإن كان معلوما لله سبحانه من الأزل إلا أن مظهره ذلك (وَخَسِرَ هُنالِكَ) عند نزول العذاب (الْكافِرُونَ) بأن ذهبت دنياهم وآخرتهم ، فلم يفوزوا بما أعدّ الله للصالحين من الثواب والجنان.
__________________
(١) النساء : ١٩.