هُوَ الْحَيُّ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٦٥) قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَمَّا جاءَنِي الْبَيِّناتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ (٦٦)
____________________________________
[٦٦] إن الذي أنعم عليكم بهذه النعم (هُوَ الْحَيُ) المطلق الذي لا موت له (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) فلا شريك له ولا ظهير (فَادْعُوهُ) أيها البشر (مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) أي دعوة بإخلاص في دينكم وطريقتكم (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) فإن له الحمد وحده ، حيث أن كل شيء محمود منه ، لا يشركه فيها أحد ، واللام في الحمد للجنس ، أي أن جنس الحمد له ، أما من جعل اللام للاستغراق ، فقد ابتعد عن سياق الكلام.
[٦٧](قُلْ) يا رسول الله ، لهؤلاء الكفار (إِنِّي نُهِيتُ) نهاني الله سبحانه (أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) أي الأصنام التي تدعونها آلهة وهي سوى الله سبحانه (لَمَّا جاءَنِي الْبَيِّناتُ) الأدلة الواضحات على التوحيد ، أي حين أتاني الحجج والبراهين (مِنْ رَبِّي) أي من قبله سبحانه ، وذلك الحين قبل خلق آدم ، كما قال صلىاللهعليهوآلهوسلم «كنت نبيا وآدم بين الماء والطين» (١) فلا تدل هذه الآية على أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم كان قبل نزول القرآن ، غير عارف ببعض المعارف (وَأُمِرْتُ) من قبله تعالى (أَنْ أُسْلِمَ) في جميع أعمالي وعقائدي (لِرَبِّ الْعالَمِينَ) الذي يملك العوالم كلها ، وهو المدبر والمربي الوحيد لها ، والإسلام هو
__________________
(١) مفتاح الفلاح : ص ٤١.