وَاللهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (٢٠) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ كانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ وَما كانَ لَهُمْ
____________________________________
[٢١](وَاللهُ يَقْضِي) ويحكم في يوم القيامة (بِالْحَقِ) فهو القاضي الوحيد هناك (وَ) الأصنام (الَّذِينَ يَدْعُونَ) أي يدعونهم المشركون آلهة (مِنْ دُونِهِ) من دون الله (لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ) إذ لا حكم لهم هناك ، لا بحق ، ولا بباطل ، والإتيان ، للأصنام بضمير العقلاء ، لتوحيد السياق بين كلام أصحابها ، وكلام الله والمؤمنين (إِنَّ اللهَ هُوَ السَّمِيعُ) الذي يسمع كل شيء (الْبَصِيرُ) الذي يرى كل مرئي ، أما الأصنام فهي جمادات ، لا تسمع ولا تبصر ، فكيف تتمكن أن تحكم؟
[٢٢](أَوَلَمْ يَسِيرُوا) أي يذهبوا ويسافروا ، هؤلاء الكفار (فِي الْأَرْضِ) هنا وهناك (فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ كانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ) من الأمم السابقة ، الذين كذبوا أنبياءهم ، كقوم هود وصالح ولوط وغيرهم ، مما بقيت آثارهم الخربة في البلاد والصحاري (كانُوا هُمْ) أي أولئك الأقوام (أَشَدَّ مِنْهُمْ) أي من هؤلاء الكفار (قُوَّةً) في أبدانهم (وَ) أكثر (آثاراً فِي الْأَرْضِ) أي عمارة وبناء وزراعة وصناعة ، جمع أثر وهو الذي يبقى بعد الإنسان أثرا له ، وعلامة منه فلما كفروا ، لم تفدهم قوتهم وآثارهم ، بل (فَأَخَذَهُمُ اللهُ) أي عاقبهم ، وأنزل عليهم العذاب بسبب ذنوبهم كفرهم وعصيانهم (وَما كانَ لَهُمْ) أي