إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنادَوْنَ لَمَقْتُ اللهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ فَتَكْفُرُونَ (١٠) قالُوا رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ
____________________________________
[١١] وإذ يرون الكفار النار ، وجزاء أعمالهم في الآخرة ، يغضبون على أنفسهم ، لم فعلوا ما يستحقون به هذه النار والنكال؟ فيناديهم الملائكة أنّ غضب الله عليكم بسبب أعمالكم أشد من غضبكم على أنفسكم! وهذا لتأليمهم روحيا ، فإن الإنسان إذا علم غضب الملك العظيم عليه يتألم كثيرا (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنادَوْنَ) من قبل الملائكة يوم القيامة (لَمَقْتُ اللهِ) أي غضب الله عليكم (أَكْبَرُ) أي أشد وأكثر (مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ) أي من غضبكم على أنفسكم ، وذلك المقت (إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ فَتَكْفُرُونَ) أي إن هذين المقتين ، إنما كانا من وقت دعيتم إلى الإيمان فكفرتم.
[١٢](قالُوا) وهم معترفون أذلاء ، قد رفع عن أعينهم الغشاء ، يا (رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ) موتا حين كنا ترابا ، وموتا بعد الحياة الدنيوية ، أي جعلنا ميتا مرتين ، والإماتة بالنسبة إلى الموت الترابي ، وإن كان خلاف المنصرف ، إلا أنه غير بعيد ، بالنسبة إلى ما ورد في أحوال الإنسان ، حيث لا موت جديد ، بعد الموت الدنيوي ، وما ورد أنه بالنسبة إلى الرجعة ، فالظاهر أنه من باب المصداق ، وإلا فالكفار كلهم لا يحبون الرجعة ، وظاهر الآية أنه بالنسبة إلى الكلي (وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ) أي حياتين ، حياة بالتولد في الدنيا ، وحياة بعد الموت في القيامة ، وإنما يقول الكفار ذلك خضوعا وتخشعا ، كالمجرم الذي يعترف بذنبه تخشعا ، ويريدون بذلك اعترافهم ، بأن أزمّة الأمور بأيدي الله سبحانه