رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٨) وَقِهِمُ السَّيِّئاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٩)
____________________________________
[٩] يا (رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ) أي أدخل المؤمنين (جَنَّاتِ عَدْنٍ) أي بساتين إقامة ، من «عدن» إذا أقام (الَّتِي وَعَدْتَهُمْ) على ألسنة الأنبياء ، ولعل هذا الدعاء بمعنى أثبتهم على الإيمان حتى يدخلوا الجنان ، وإلا فالله سبحانه ، يفي بوعده حتما ، فلا حاجة إلى الطلب ، أو أنه على طريق الضراعة والانقطاع (وَ) أدخل الجنات (مَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ) أي نسلهم ، ليكمل أنسهم بذلك ، فإن الإنسان ، عند أحبائه آنس ، ومعنى من صلح ، من آمن وعمل صالحا (إِنَّكَ) يا رب (أَنْتَ الْعَزِيزُ) القادر على ما تشاء (الْحَكِيمُ) في أفعالك تفعلها ، حسب الصلاح والحكمة ، ولقد كان من الصلاح ، أن وعدتهم بالجنة ، فأكمل ذلك لهم ، بإدخالهم فيها.
[١٠](وَقِهِمُ) أي احفظهم ، يا رب من (السَّيِّئاتِ) حتى لا يعملوا في الدنيا ما يوجب سخطك ، وعلى هذا فجملة (وَمَنْ تَقِ) مستأنفة للمشابهة ، أو المراد قهم جزاء السيئات ، أو أنواع العذاب التي هي سيئات ، وعلى هذا فجملة «ومن تق» تتمة (وَمَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ) أي تحفظه من جزاء المعاصي (يَوْمَئِذٍ) أي في الآخرة (فَقَدْ رَحِمْتَهُ) رحمة عظيمة (وَذلِكَ) أي حفظهم من العذاب هناك (هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) الذي لا فوز مثله.