فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ عِقابِ (٥) وَكَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحابُ النَّارِ (٦) الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ
____________________________________
الذي أتى به الأنبياء (فَأَخَذْتُهُمْ) أي أخذت تلك الأمم بالعقاب ، بعد أن لم يبق رجاء في هدايتهم (فَكَيْفَ كانَ عِقابِ) أي عقابي لهم؟ وحذف ضمير المتكلم تخفيفا ، وهذا تهديد لكفار مكة ، بأنهم ، إن تمادوا في غيهم ، كان مصيرهم ، كمصير أولئك الأقوام ، والاستفهام تقريري للإيقاظ والإلفات.
[٧](وَ) كما ثبتت كلمة العذاب على أولئك الأمم الذين كذبوا الرسل (كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ) أي ثبتت كلمة ربك بالعذاب ، بأن قال «سأعذبهم» وستنطبق هذه الكلمة عليهم (عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا) من أهل مكة ، يا رسول الله (أَنَّهُمْ أَصْحابُ النَّارِ) إما بمعنى ، لأنهم أصحاب النار ، فلذا ثبت في حقهم عذاب الدنيا ، أو «أنهم» تأكيد «حقت» فيكون التشبيه في «كذلك» من حيث أصل العذاب ، وإن كان المراد بالعذاب في الأمم السابقة عذاب الدنيا والآخرة ، وفي هذه الأمة في الآخرة فقط.
[٨] إن أقرب الملائكة إلى الله سبحانه منزلة هم مؤمنون بالله ، فكيف لا يؤمن هؤلاء؟ وأنهم يستغفرون للمؤمنين ، فمن آمن فاز باستغفارهم ، فليستبشر المؤمنون (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ) وهم جماعة من الملائكة ، خلقهم الله سبحانه ، واضعين العرش على أكتافهم ، زيادة في الهيبة والجلال ، كما لو شاهد الإنسان سرير ملك محمولا على جماعة من الأشراف ، ومن الواضح أن الملائكة