لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللهِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (٦٣) قُلْ أَفَغَيْرَ اللهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجاهِلُونَ (٦٤)
____________________________________
ويحفظ ما يتعلق به ، كذلك الله سبحانه يربي كل شيء ويكلؤه ، بحراسته وحفظه ، فليس للأصنام خلق ولا حفظ.
[٦٤](لَهُ مَقالِيدُ) جمع مقلاد ، وهو المفتاح (السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) فمفتاح كل شيء بيده ، مثلا : مفتاح المطر الريح ، ومفتاح النبات المطر ، ومفتاح المرض السموم ، وهكذا ، فإن كل شيء بيده مفتاحه ، وهذا كناية عن أن الأمور الكونية ، كلها بيده ، وليس للأصنام شيء (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللهِ) دلائله وحججه ، بأن أنكروه ، أو جعلوا له شريكا (أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ) الذين يخسرون دنياهم وآخرتهم ، أما الدنيا ، فإن لهم فيها معيشة ضنكا ، وأما الآخرة ، فإن لهم فيها النار.
[٦٥](قُلْ) يا رسول الله لهؤلاء الذين يعيبون عليك توحيدك لله سبحانه (أَفَغَيْرَ اللهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ) أصله «تأمرونني» ثم أدغمت نون الوقاية في نون الجمع (أَيُّهَا الْجاهِلُونَ) فأنتم تريدون ، أن أشرك بالله ، كما أشركتم ، وهذا جهل بالحقيقة ، فإن الله لا شريك له ، والأصنام جهل بالحقيقة ، فإن الله لا شريك له ، والأصنام ليست بشيء ؛ فإن مستواها أنزل من مستوى نبتة صغيرة ، فكيف تجعلونها شريكة الله.
[٦٦] ثم أكد الله سبحانه شأن التوحيد ، حتى أن كل أحد أشرك حبط عمله ، ولو كان نبيا ، وقد تقرر في الأدب والمنطق ، أن صدق الشرطية بصدق التلازم ، وإن استحال خارجية أحد الطرفين ، كما لو قلت : لو جمع