وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (٥٩) وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ (٦٠) وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦١) اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (٦٢)
____________________________________
على أن تقبلها (وَكُنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ) بالله وبما أنزل.
[٦١](وَيَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى) يا رسول الله ، أو أيها الرائي (الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهِ) فزعموا أن له شريكا أو ولدا ، أو أنه ليس بعادل ، أو لم يرسل رسولا ، أو ما أشبه (وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ) شديدة السواد ، فقد تكبروا هنا ـ ومظهر الكبر هو الوجه ـ وهناك يعاقب الوجه بهذا العقاب الظاهر ، لكل رأس يذل صاحبه ويهينه (أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً) أي محل ثوي ، وهو المنزل ، من ثوى ، إذ اتخذ المنزل والمسكن (لِلْمُتَكَبِّرِينَ) استفهام يريد به الإنكار ، أي أن جهنم مثواهم.
[٦٢](وَيُنَجِّي اللهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا) أي خافوا ، فلم يكفروا ، ولم يعصوا (بِمَفازَتِهِمْ) المفازة مصدر ميمي ، أي بسبب فوزهم ، حيث أنهم قد فازوا في الدنيا بالإيمان والعمل الصالح ، ويكون لهم في الآخرة النجاة والفلاح من النار والعذاب (لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ) أي العذاب والشدة (وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) على ما يراد بهم ، إذ لا حزن لهم.
[٦٣](اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) فلا شريك له في خلق أو تكوين (وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) أي حفيظ حارس ، فكما أن الوكيل يعمل للموكل ،