هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ (٥٧) وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ (٥٨) هذا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لا مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صالُوا النَّارِ (٥٩) قالُوا بَلْ أَنْتُمْ
____________________________________
[٥٨] أما شرابهم (هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ) أي هذا حميم وغساق ، فليذوقوا كل واحد منهما ، والحميم هو الماء الحار ، وغساق ، ما يغسق أي يسيل من صديد أهل النار وتحميمهم.
[٥٩](وَآخَرُ) أي ولهم ضرب آخر من الطعام والشراب (مِنْ شَكْلِهِ) من شكل الحميم والغساق (أَزْواجٌ) ألوان وأنواع متشابهة في الشدة ، وصعوبة المذاق.
[٦٠] تلك دارهم ، وذاك طعامهم وشرابهم ، ولهم صنوف أخرى من العذاب ، من جملة تلك ضيق المكان ، حتى أنهم في جهنم من الضيق ، كالوتد دقّ في الحائط ـ كما ورد ـ وذلك إن القادة يدخلون النار أولا فيجدون ضيقا وإرهاقا ، ثم يؤتى بالأتباع ، وإذا يراهم القادة ، يقولون : لا مكان هنا لهؤلاء ، فيقول مالك النار (هذا) الجمع الذي تشاهدونهم (فَوْجٌ) أي جماعة (مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ) من الاقتحام ، والدخول في الشيء بشدة ، وصعوبة ، أي داخلون في ثناياكم وخلالكم (لا مَرْحَباً بِهِمْ) أي لا رحبت عليهم الأرض ، ولا اتسعت لهم أماكنهم ، وهذا حكاية لقول القادة ، الذين هم في النار ، يقولون لأتباعهم ذلك ، وهو عكس التحية (إِنَّهُمْ صالُوا النَّارِ) أي يدخلونها ملازمين لها.
[٦١] وإذ يسمع الأتباع هذا الترحيب المعكوس من قادتهم (قالُوا بَلْ أَنْتُمْ)