أَفَلا تَعْقِلُونَ (١٣٨) وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٣٩) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (١٤٠) فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (١٤١)
____________________________________
قوم لوط المدمرة ، ورأوا أماكنهم (أَفَلا تَعْقِلُونَ) أي أليس لكم عقل حتى تعتبروا بأولئك القوم ، وتعلموا أن من تمادى في الكفر والطغيان ، كان مصيره ، مثل مصير أولئك؟
[١٤٠] ثم أتى السياق للإشارة إلى قصة يونس عليهالسلام (وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) الذين أرسلوا إلى أقوامهم لإرشادهم.
[١٤١] فقد جاء إلى قومه ، وكانوا كفارا عصاتا ، وعددهم مائة ألف ، أو يزيدون ، فدعاهم إلى الله مدة مديدة ، لكنهم لم يستجيبوا له ، فضاق بهم ذرعا ودعا عليهم بالعذاب ، لكن دعائه عليهم ، كان خلاف الأولى ، ولذا شاءت إرادة الله سبحانه ، أن ينبهه على ذلك (إِذْ أَبَقَ) أي فرّ من قومه تضجرا ، لئلا يحضر وقت نزول العذاب بهم (إِلَى الْفُلْكِ) أي السفينة (الْمَشْحُونِ) أي المملوء بالناس والأحمال ، من شحنه إذا ملأه.
[١٤٢](فَساهَمَ) أي قارع ، وذلك لأن حوتا أخذ طريق السفينة ، فاستقر رأي القوم على أن يقرعوا باسم الأشخاص الراكبين ، فمن خرج اسمه في القرعة ، ألقوه للحوت ليأكله ، فيفتح عليهم الطريق ، وإنما قال «ساهم» لأن القوم كلهم ، ومنهم يونس ، قبلوا القرعة ، فهو من باب إسناد الفعل إلى السبب (فَكانَ) يونس (مِنَ الْمُدْحَضِينَ) يقال أدحضه إذا أسقطه ، أي من الساقطين في البحر ، فقد أسقطه القوم حسب خروج اسمه على القرعة ، والإتيان بالجمع «المدحضين» باعتبار السياق ، وتوهم كلّي له أفراد في سائر السفن ، وتلك السفينة ، فلا