ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ (٢٥) بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (٢٦) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ (٢٧) قالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنا عَنِ الْيَمِينِ (٢٨)
____________________________________
ثم يلقون في النار ، وقد ورد في بعض الأحاديث سؤالهم عن ولاية الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام (١) ، وذلك من باب بعض المصاديق لما يسأل عنه هناك.
[٢٦] ثم يقال لهم تقريعا وتبكيتا (ما لَكُمْ) أيها الكفار (لا تَناصَرُونَ) أي لا ينصر بعضكم بعضا ، لإنجائكم من أهوال القيامة؟ أصله «تتناصر» حذفت إحدى تائيه للقاعدة.
[٢٧](بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ) منقادون ، لما يفعل بهم ، حيث لا يتمكنون من المعارضة ، وليس هناك كالدنيا ، التي كان بعضهم ينصر بعضا ـ فيها ـ ضد الحق ، ولإخماد نوره.
[٢٨](وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ) أي بعض أولئك الكفار (عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ) فإن الأتباع يسألون القادة عن سبب إضلالهم؟ ويلقون عليهم تبعة ضلالهم.
[٢٩](قالُوا) أي قالت الأتباع للقادة (إِنَّكُمْ) أيها القادة (كُنْتُمْ تَأْتُونَنا عَنِ الْيَمِينِ) أي عن طريق اليمن والبركة ، فتقولون لنا إن كفرتم ، ولم تؤمنوا بقيت لكم البركة والسعادة الدنيوية ، فلم كنتم تغوونا بهذه الغواية حتى نلاقي هذا المصير السيئ؟ أو المراد كنتم تأتون عن طرف
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٢٤ ص ٢٧٢.