قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (٧٩) الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً
____________________________________
إنكاري تعجبي ، أي لا يمكن أن تحيى العظام البالية ، فقد ذكروا إن أبي بن خلف ، أو العاص بن وائل ، جاء إلى الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بعظم بال متفتت ، وقال : يا محمد أتزعم أن الله يبعث هذا؟ فقال الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : نعم ، ونزلت الآية (١).
[٨٠](قُلْ) يا رسول الله ، في جوابه (يُحْيِيهَا) أي العظام (الَّذِي أَنْشَأَها) وأبدعها وخلقها (أَوَّلَ مَرَّةٍ) أي في ابتداء الأمر ، فمن كان قادرا على الإيجاد ، فهو قادر على الإعادة (وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ) فليس لأحد أن يقول : هناك فرق بين الإيجاد والإعادة ، فإن الإعادة بالإضافة إلى احتياجها إلى القدرة ، تحتاج إلى علم واسع ، لكي يعلم الشخص إن أجزاء الميت الفلاني أين تفرقت وتناثرت ، حتى يجمعها بأعيانها ، ليكون المعاد ، هو الأول ، لا غيره؟ فإن الجواب ، إن الله سبحانه ، كما هو قادر على كل شيء ، عالم بكل شيء.
[٨١] ثم بيّن سبحانه ، بعض آثار قدرته ، دليلا على قدرته على إحياء الأموات (الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ) أيها البشر (مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ) أي الرطب ، غير اليابس ، وإنما يسمى الرطب بالأخضر ، لأن الماء إذا كان داخلا في الأعواد ، كان لون الشجر أخضر ، فإذا يبس ، مال لونه إلى السواد والغبرة (ناراً) ، ف «المرخ» و «العفار» شجرتان ، إذا اصطكت بعض أحدهما ببعض الآخر ، خرج النار من بينهما ، فمن قدر على إخراج النار من الشجر الرطب المضاد للحرارة ، قادر على إيجاد الحياة
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٧ ص ٢٠.