وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (٤١) وَخَلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ (٤٢) وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ
____________________________________
كالذي يسبح في الماء بكل سهولة ويسر ، والإتيان بضمير العاقل ، إما من باب أن لهما عقلا ـ وذلك غير بعيد ـ ويؤيده ما ورد في الدعاء من خطاب القمر ، ب «أيها الخلق المطيع» وإما من جهة أنه حيث نسب إليهما السباحة ، وهي من فعل العاقل ، ناسب الإتيان بضمير العاقل.
[٤٢](وَآيَةٌ) أي دلالة دالة على وجود الله سبحانه ، وسائر صفاته (لَهُمْ) أي لهؤلاء الكفار ، أو البشر عامة (أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ) أي نسلهم ، ولعل نسبه الحمل إلى الذرية ، مع أن الحمل عام للآباء والأبناء ، إن الذرية أحوج إلى الحمل فإن الإنسان الكبير ، يمكن أن يعبر مضايق البحار بالسباحة ، وما أشبه ، أما الذرية فلا علاج لسيرهم إلا بالسفينة (فِي الْفُلْكِ) أي السفينة (الْمَشْحُونِ) من «شحن» إذا ملأ ، بمعنى السفينة المليئة بالناس والأثاث ، ومعنى «حملنا» جعلنا الماء بحيث يمكن أن يحمّل عليه ، بمثل السفينة المملوءة ، فمن جعل ذلك يا ترى؟ إنه هو الله تعالى القادر على كل شيء ، فبينما القطعة الصغيرة من الحجر تعوم في الماء ، لتسير على ظهره السفينة المحمّلة بالأثقال.
[٤٣](وَخَلَقْنا لَهُمْ) أي للبشر ، أو للذرية (مِنْ مِثْلِهِ) أي من مثل الفلك (ما يَرْكَبُونَ) عليه في البر من الأنعام التي تحمل أثقالهم إلى البلاد النائية.
[٤٤](وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ) في البحر ، حين كانوا راكبين في السفينة ، وذلك بتهييج الرياح والعواصف ، أو ما أشبه (فَلا صَرِيخَ لَهُمْ) أي فلا أحد