وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (٣٤) الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ (٣٥) وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها
____________________________________
[٣٥] وبالإضافة إلى هذه النعم الجسمية ، يتنعّم أهل الجنة بالنعم الروحية (وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ) الأحزان ، التي تنتاب الإنسان في الدنيا ، فلا حزن هناك ولا غم ، بل سرور وحبور (إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ) لذنوبنا ومعاصينا (شَكُورٌ) لطاعاتنا وعبادتنا ، ومن شكره ، أنه تفضل علينا بهذه النعم الجسام ، فإن الشخص إنما يعطي العامل الجزاء ، إذا شكر عمله ، وقبله بقبول حسن.
[٣٦] الله (الَّذِي أَحَلَّنا) أي أنزلنا (دارَ الْمُقامَةِ) أي دار الخلود ، التي نقيم فيها إلى الأبد (مِنْ فَضْلِهِ) وكرمه ، وإلا فليست أعمالنا بقدر تستحق به هذا الجزاء العظيم (لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ) أي لا يصيبنا في دار المقامة عناء ومشقة وتعب (وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ) وهو المشقة في طلب المعاش ، أو نحو ذلك.
[٣٧] وفي مقابل هؤلاء ، الكفار الذين لم يقبلوا هذا الكتاب ، فلننظر ماذا لهم هناك؟ (وَالَّذِينَ كَفَرُوا) بالله ورسوله ، واليوم الآخر ، وما يلزم الإيمان به (لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ) جزاء على كفرهم (لا يُقْضى عَلَيْهِمْ) بالموت أي لا يحكم الله عليهم بالموت (فَيَمُوتُوا) ويستريحوا من العذاب (وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها) أي لا يقلل عذاب جهنم