يُبْدِئُ الْباطِلُ وَما يُعِيدُ (٤٩) قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّما أَضِلُّ عَلى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِما يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ (٥٠) وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ
____________________________________
يُبْدِئُ الْباطِلُ وَما يُعِيدُ) أي زهق الباطل ، وذهب بحيث لم يبق له أثر فلا مبدئ له ، ولا معيد ، فلا يأتي أحد يجدد الباطل من الابتداء أو يعيده بعد الاندثار ، كما لو كتب إنسان كتابا راقيا في بطلان عبادة الأصنام ، يقول لا يأتي أحد يستدل بصحة عبادة سائر المعبودات الباطلة من جديد ، ولا أحد يستدل بصحة عبادة الأصنام ، والمراد عدم وجود باطل يتمكن أن يقوم مقابل هذا الحق الذي هو الإسلام ، سواء كانت أباطيل تخترع جديدة ، أو أباطيل سابقة ، يراد إعادة جدتها ورونقها ، وهذا كقوله تعالى (لا رَيْبَ فِيهِ) (١).
[٥١](قُلْ) يا رسول الله لهؤلاء الكفار الذين يقولون عنك ، إن محمدا قد ضل عن طريقة قومه (إِنْ ضَلَلْتُ) عن الحق كما تدعون (فَإِنَّما أَضِلُّ عَلى نَفْسِي) أي يرجع وبال ضرري عليّ ، فإن رأيتم أني ضال ، فلا تؤمنوا بي ، ولماذا تتعرضون لي بالمنع والإيذاء؟ (وَإِنِ اهْتَدَيْتُ) إلى الحق (فَبِما يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي) أي بفضل الله سبحانه ، تكون هدايتي ، حيث أوحى إليّ ، وأرشدني إلى الطريق (إِنَّهُ) سبحانه (سَمِيعٌ) لأقوالنا (قَرِيبٌ) منا ، فلا يخفى عليه المحق من المبطل.
[٥٢](وَلَوْ تَرى) يا رسول الله ، أو أيها الرائي (إِذْ فَزِعُوا) أي خاف هؤلاء الكفار من أهوال القيامة (فَلا فَوْتَ) أي فلا يفوت من عذاب
__________________
(١) البقرة : ٣.