وَلا
بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ واحِدَةٍ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (٢٨)
أَلَمْ
تَرَ أَنَّ اللهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي
اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى
وَأَنَّ اللهَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (٢٩)
____________________________________
(وَلا بَعْثُكُمْ) بعد الموت (إِلَّا) كخلق وبعث نفس (واحِدَةٍ) فالأمران : خلق الواحد ، أو الجميع ، وبعثه ، عنده
سبحانه سيّان (إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ) لأقوالكم (بَصِيرٌ) بنياتكم ، فقد كانت قريش تقول : إن الله خلقنا أطوارا
نطفة فعلقة فمضغة ، فلحما ، فكيف يعيدنا جميعا ، في ساعة واحدة؟ وكانت هذه الآية
تدمغهم.
[٣٠](أَلَمْ تَرَ) يا رسول الله ، أو كل من منه الرؤية ، قدرة الله
العظيمة ، فكيف يقول أناس : إنه لا يقدر على البعث ، أو ينكرون وجوده؟ (أَنَّ اللهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي
النَّهارِ) بأن ينقص من النهار ، ليزيد على الليل ، أو يدخل ليلة
كل يوم نهارها ، حتى إن غابت الشمس ، توجه جند الليل من ناحية المشرق ، ليغزوا
النهار المنتشر في السماء ، والإيلاج هو الإدخال (وَيُولِجُ النَّهارَ
فِي اللَّيْلِ) على أحد المعنيين السابقين (وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ) ذللهما حتى أنهما يسيران طوع أمره وإرادته (كُلٌّ يَجْرِي) في فلكه بصورة مستمرة دائمة لينتهي (إِلى أَجَلٍ) ومدة (مُسَمًّى) قد سمي ذلك عنده سبحانه ، فليس سيرهما اعتباطا ، بلا تحديد وتقدير (وَأَنَّ اللهَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) وقد أدرج هذا الأمر المعنوي إلى ذينك الأمرين الحسيين
لإفادة من يخلق ويتصرف بما تقدم ، لا بد وأن يعلم أعمال الخلائق ، ولذا صح عطفه
على قوله «أن