ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْباطِلُ وَأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (٣٠) أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آياتِهِ
____________________________________
الله يولج» وعلى هذا ، فالمراد بالرؤية المعنى الجامع بين البصر والبصيرة.
[٣١](ذلِكَ) الذي تقدم من التصرف في الليل والنهار ، والشمس والقمر ، والعلم بأعمال العباد ، إنما كان من شأن الله بسبب أن (اللهَ هُوَ) الإله (الْحَقُ) والإله الحق يتأتى منه كل ذلك (وَ) لازم كون الله حقا (أَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ) من الأصنام (الْباطِلُ) فليست تلك بآلهة (وَأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَلِيُ) الرفيع (الْكَبِيرُ) العظيم ، وإن التصرفات الكونية ، والعلم الشامل ، إنما هي من شأن الإله العلي الكبير ، فهل يتمكن أحد ، أن ينسب إلى الأصنام هذه الصفات ، أو تلك الأمور التكوينية؟
[٣٢] ثم ينتقل السياق إلى إلفات هؤلاء نحو خارقة كونية أخرى ، لا محيص لهم عن الاعتراف ، بأنها لله ، لا لأصنامهم (أَلَمْ تَرَ) يا رسول الله ، أو لكل من يتأتى منه الرؤية (أَنَّ الْفُلْكَ) أي السفينة (تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللهِ) فقد أنعم على البشر بإجراء السفينة في البحار لنقلهم من هنا إلى هناك ، وتسهيل تجارتهم بسببها ، و (لِيُرِيَكُمْ) الله في هذا المسير (مِنْ آياتِهِ) أي بعض آياته الدالة على عظم قدره ، وجلالة شأنه ، فإن في البحار عجائب صنع الله سبحانه ، مما يراها من ركب البحر ، وقوله «ليريكم» بيان لإحدى علل إجراء السفينة في البحر ،