وَلَئِنْ أَرْسَلْنا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ (٥١) فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (٥٢)
____________________________________
نعمائه؟ كلا! إنهم قد عبدوه على حرف ، فإن أصابهم خيرا اطمئنوا به وإن أصابتهم فتنة ، انقلبوا على أعقابهم (وَلَئِنْ أَرْسَلْنا) عوض الريح المثيرة للسحاب (رِيحاً) هوجاء (فَرَأَوْهُ) أي رأوا النبت (مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ) أي بعد إرسال الريح الهوجاء الموجبة لاصفرار النبات ، وهلاكه (يَكْفُرُونَ) بقضاء الله وقدره ، قائلين : لماذا فعل الله بزرعنا هذا؟
[٥٣] وليس كون هؤلاء الناس ، هكذا لا يصبرون عند البلاء ، لعدم كمال البلاغ ، وإنما لعدم لياقة أنفسهم (فَإِنَّكَ) يا رسول الله (لا تُسْمِعُ الْمَوْتى) فكما أن الميت ، لا يسمع سماعا مفيدا يرتب الأثر عليه كذلك ، إن هؤلاء الذين هم بمنزلة الأموات ، في عدم حصول الخير منهم ، لا يسمعون العظة سماعا مفيدا ، حتى إذا رأوا بلاء صبروا ولم يكفروا (وَلا تُسْمِعُ الصُّمَ) جمع أصم ، وهو الفاقد لحاسة السمع (الدُّعاءَ) أي إذا ما دعوته ليقبل إليك (إِذا وَلَّوْا) أولئك الصم ، بأن كانوا (مُدْبِرِينَ) فإن الأصم ، وإن كان لا يسمع ، وإن كان وجهه في طرف الداعي ، إلا أنه يفهم الإشارة ، فيرتب الأثر ، أما إذا أدبر ، فلا يسمع ، ولا يرتب الأثر ، وهو للمبالغة ، في عدم إمكان إفهامه ، وهذا تشبيه إثر تشبيه لحال الكفار الذين لا يؤثر فيهم البلاغ والإرشاد ، وكأنه للترقي نزولا عند رغبة المخاطب ، إيهاما بأن هناك مخاطبا ، يستبعد أن يكونوا كالأموات فإنهم أحياء؟ فيأتي السياق ليقول : سلمنا إنهم ليسوا