فَجاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَانْتَقَمْنا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (٤٧) اللهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّماءِ كَيْفَ يَشاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذا أَصابَ بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ
____________________________________
(فَجاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ) إي الأدلة الواضحات الباهرات ، وإذ لم يؤمن بهم المجرمون المعاندون (فَانْتَقَمْنا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا) بالبقاء على الكفر والعصيان ، والمعنى عاقبتهم بتكذيبهم وكفرهم بالعذاب والنكال ، وفيه تهديد لمعاصري الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بأنهم إن بقوا على إجرامهم كان مصيرهم مصير أولئك (وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) بدفع أعدائهم ، وإعلاء كلمتهم.
[٤٩] وبمناسبة ما تقدم من إرسال الرياح ، وإنزال المطر ، يأتي السياق ليفصّل الأمر في صورة أخرى (اللهُ) هو (الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ) وإرسالها ، إما بخلقها ، وإما بتحريكها من مكان إلى مكان ، وقد ذكر علماء الفلك تفصيلا ، في كيفية خلق الرياح (فَتُثِيرُ) أي تهيج الرياح (سَحاباً) المراد بالسحاب الجنس ، فإن الرياح تأتي بالسحب ، من هنا وهناك (فَيَبْسُطُهُ) أي يبسط الله السحاب (فِي السَّماءِ) أي جهة العلو (كَيْفَ يَشاءُ) عرضا وطولا وارتفاعا ، وفي أي موضع شاء ، (وَيَجْعَلُهُ) يجعل الله السحاب (كِسَفاً) قطعا متراكبة بعضها على بعض ، حتى يغلظ ، ويثخن (فَتَرَى الْوَدْقَ) أي المطر ، والخطاب إما للرسول ، وإما لكل من يرى (يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ) أي خلال السحاب وثناياه (فَإِذا أَصابَ) الله (بِهِ) أي بالودق (مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ) بأن