إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ (٤٥) وَمِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٤٦) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلاً إِلى قَوْمِهِمْ
____________________________________
للإنسان في دار الدنيا هو أكثر من استحقاقه بسبب أعماله ، ول (إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ) فقد قرر (مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ) والمراد بعدم الحب الكراهة ، لأنه لا واسطة بينهما ، بالنسبة إليه سبحانه ، ويحتمل أن يكون ، لام «ليجزي» للعاقبة ، أي أن عاقبة الكفر عدم الحب وعاقبة الايمان الجزاء الحسن.
[٤٧] ثم يعطف السياق إلى الأدلة ، الدالة على وجوده سبحانه ، بعد ما أخذ شوطا حول المعاد ، وهكذا عادة القرآن ، أن يفنن في الكلام ، لئلا يورث الضجر والكسل من المطلب الرتيب الواحد ، (وَمِنْ آياتِهِ) الدالة على وجوده وسائر صفاته (أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ) فإن الرياح في موسم المطر ، تبشر بالسحاب والمطر ، لأنها تجمع السحب من هنا ، وهناك ، حتى إذا اغتمت السماء أمطرت (وَلِيُذِيقَكُمْ) الله (مِنْ رَحْمَتِهِ) فإنه يرسل الرياح للبشارة والتفضل (وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ) أي السفينة في البحار بسبب الرياح (بِأَمْرِهِ) تعالى ، فإن جريان الفلك ، يحتاج إلى أمر الله تعالى ، بالإضافة إلى الرياح (وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ) بالتجارة في السفن وبالزراعة ، وباستعمال المياه في الحوائج (وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) أي لكي تشكروا فضله عليكم.
[٤٨](وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلاً إِلى قَوْمِهِمْ) بالهداية والإرشاد