وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَساكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ (٣٨) وَقارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهامانَ وَلَقَدْ جاءَهُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَما كانُوا سابِقِينَ (٣٩)
____________________________________
قوله (وَثَمُودَ) بعد ما أنذرهم النبي صالح فكذبوه (وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ) يا كفار قريش ، بعض (مِنْ مَساكِنِهِمْ) الباقية في أطراف بلادكم ، فكان «حجر» بلاد ثمود في طرف الشام ، والأحقاف بالقرب من حضرموت يمن بلاد عاد (وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ) فكانت أعمالهم العصيانية مزينة في أعينهم ، والمزين هو الشيطان ، لأنه الذي يوسوس بالقبائح إلى الإنسان (فَصَدَّهُمْ) أي منعهم (عَنِ السَّبِيلِ) أي سبيل الله (وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ) يبصرون الأمور ويميزون بين الحق والباطل ، ومع ذلك ارتكبوا المعاصي فأهلكوا ، والمراد بهذا أنهم ، قد تمت عليهم الحجة.
[٤٠](وَ) أهلكنا (قارُونَ) الذي كان من قوم موسى ، ومرت قصته في السورة السابقة (وَفِرْعَوْنَ) الذي كان يقول أنا ربكم الأعلى (وَهامانَ) وزير فرعون (وَلَقَدْ جاءَهُمْ) أي جاء إلى هؤلاء الثلاثة (مُوسى) النبي عليهالسلام (بِالْبَيِّناتِ) أي بالحجج الواضحات من العصا واليد ، وفلق البحر وغيرها (فَاسْتَكْبَرُوا) أي طلبوا الكبرياء (فِي الْأَرْضِ) ولم يخضعوا لأوامر موسى ، لما قد ظنوا أن في ذلك منافاة لمقامهم وعظمتهم (وَما كانُوا سابِقِينَ) أي لم يفوتنا ، تشبيه بمن يسبق الطالب في الفرار ، فلا يتمكن من اللحاق به ليعاقبه.