لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٣٥) وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (٣٦) فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ (٣٧) وَعاداً
____________________________________
(لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) فإذا ذهب الإنسان من الحجاز إلى الشام ، أو رجع رأى أرضهم اليباب في الطريق.
[٣٧](وَ) أرسلنا (إِلى مَدْيَنَ) اسم قبيلة سميت باسم جدهم الأعلى «مدين» (أَخاهُمْ شُعَيْباً) فإن شعيب كان من نفس تلك القبيلة (فَقالَ) لهم (يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ) وحده لا شريك له ولا تتخذوا الأصنام آلهة شركاء مع الله (وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ) أي اعتقدوا به ، راجين لثوابه ، وذلك كناية عن طلبه لهم ـ فوق الاعتقاد بالقيامة ـ العمل الصالح لأجل لقائه (وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) يقال «عثى» إذا أفسد فسادا كثيرا ، ولعل التأكيد ب «مفسدين» لإفادة أن لا يكون فسادهم عن قصد وتعمد ، أي لا تفسدوا في الأرض عامدين.
[٣٨](فَكَذَّبُوهُ) وقالوا له أنت تكذب في وحدة الإله ، ووجود اليوم الآخر ، وإنك رسول من قبل الله (فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ) صاح بهم جبرائيل صيحة رجفت واضطربت منها أجسامهم (فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ) التي ينبغي أن يكونوا في أمن وسلام فيها ، فإن الإنسان يصاب بالمكروه في الأسفار لا في الديار (جاثِمِينَ) من جثم ، بمعنى بقي بدون حركة ، وهو كناية عن موتهم من تلك الصيحة.
[٣٩](وَ) أهلكنا أيضا (عاداً) بعد ما أنذرهم النبي هود عليهالسلام ، فلم يقبلوا