وَادْعُ إِلى رَبِّكَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (٨٧) وَلا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٨٨)
____________________________________
رسالتك خوفك منهم ، فإن الله ناصرك (وَادْعُ إِلى رَبِّكَ) بالإيمان به واتباع أوامره (وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) الذين يجعلون لله شريكا.
[٨٩](وَلا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ) وكان الفرق بين (وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) وبين هذا أن الأول نهي عن مجرد الشرك ولو القلبي منه ، والثاني نهي عن الدعوة والدعاء إلى إله آخر ، والرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم كان منتهيا عن ذلك بدون نهي ، وإنما جيء تعريضا على المشركين ، كما تقول لولدك المطيع : بني أطعني ، تريد التعريض بخادمك الذي لا يطيعك (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) الله وحده لا شريك له ، فهو الإله الأزلي (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) فهو الإله الأبدي ، والمراد بالوجه «الذات» يقال هذا وجه الرأي أو وجه الطريق ، ويراد الرأي والطريق ، ولعل التعبير بالوجه للتنبيه على بقاء جهة الاتجاه إليه سبحانه ، فليتوجه الإنسان إليه تعالى لأن وجهه باق أبدي ، كلما أراد الإنسان أن يتجه إليه ويطلب منه الحاجة ، قابله تعالى بوجهه ، وهذا مجاز ، وإلا فليس لله سبحانه وجه وسائر الأمور الجسمية والعرضية ، من باب تشبيه المعقول بالمحسوس (لَهُ الْحُكْمُ) فهو الحاكم في الكون ، ولا يصدر شيء إلّا عن حكمه وإرادته (وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) أيها البشر ، في القيامة ليجزي كل إنسان بما عمل من شر أو خير ، فهو واحد أزلي أبدي ، بيده الحكم وإليه المرجع.