قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جاءَ بِالْهُدى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٨٥) وَما كُنْتَ تَرْجُوا أَنْ يُلْقى إِلَيْكَ الْكِتابُ إِلاَّ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِلْكافِرِينَ (٨٦) وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آياتِ اللهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ
____________________________________
قتله (قُلْ) يا رسول الله لهؤلاء (رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جاءَ بِالْهُدى) منا ، ومنكم ، فقد كان الكفار يرون أنفسهم على حق وهدى ، ويرون الرسول على باطل (وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) إنه يعلم ذلك وسينصر الهادي ، ويخذل الضال ، وهذا كلام من يرى أن لا أثر في الجدال مع المعاند يسلى نفسه ويهدد طرفه ، بالعاقبة.
[٨٧] إنك لا بد وأن ترجع إلى مدينتك ، وإنك لا بد وأن تنتصر على الكفار ، فإن رحمة الله لم تزل معك ، ألم يلقي إليك الكتاب ، وما كنت ترجو ذلك لو لا رحمته؟ فإن رحمته التي أوجبت إلقاء الكتاب عليك هي التي تنصرك وتردك إلى وطنك (وَما كُنْتَ) يا رسول الله (تَرْجُوا أَنْ يُلْقى إِلَيْكَ الْكِتابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ) يعني إنه لم يكن رجاء لو لا الرحمة ، وهذا صحيح ، فلا يقال كيف لم يرج الرسول إلقاء الكتاب ، وقد كان نبيا وآدم بين الماء والطين؟ (فَلا تَكُونَنَ) يا رسول الله (ظَهِيراً لِلْكافِرِينَ) أي معينا لهم ، بل جانبهم وباعدهم وحاربهم ، فإن الذي رحمك في إلقاء الكتاب إليك ، سيرحمك بنصرتك عليهم وإرجاعك إلى بلادك سيدا منتصرا.
[٨٨](وَلا يَصُدُّنَّكَ) أي لا يمنعنك الكفار (عَنْ آياتِ اللهِ) أي اتباع آيات الله ، وإبلاغها للناس (بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ) لا يمنعنّك عن تنفيذ