وَابْتَغِ فِيما آتاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا وَأَحْسِنْ كَما أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (٧٧) قالَ إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ عِنْدِي
____________________________________
ولعل الإتيان بـ «لا يحب» للتأدب.
[٧٨](وَابْتَغِ) أي اطلب يا قارون (فِيما آتاكَ اللهُ) أي ما أعطاك من الأموال (الدَّارَ الْآخِرَةَ) بأن تنفق منها في الخيرات وعلى الفقراء حتى تشتري الآخرة بها (وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا) إما بمعنى أطلب الدنيا بمالك كما تطلب الآخرة ، وكان ذلك نهيا عن بذل جميع الأموال ، كما قال سبحانه (وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ) (١) أو المراد لا تنس نصيبك من الدنيا التي أقبلت عليك لتحصّل بها الآخرة ، فتكون الجملة تأكيدا للجملة السابقة ، وإنما الفرق أنها للجانب السلبي ، والجملة الأولى للجانب الإيجابي (وَأَحْسِنْ) إلى الناس ، أو إلى نفسك بفعل الطاعات (كَما أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ) بإعطائك المال والجاه وسائر النعم (وَلا تَبْغِ) أي لا تطلب (الْفَسادَ فِي الْأَرْضِ) إما بمنع الحقوق والإنفاق ، فإنه فساد وموجب لحرمان جماعة من الناس ، وإما بصرف المال في المصارف المحرمة (إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) الذين يفسدون في الأرض ، بمنع الحقوق ، أو بتعاطي الفساد.
[٧٩](قالَ) قارون في جواب نصيحة القوم (إِنَّما أُوتِيتُهُ) أي أعطيت هذا المال (عَلى عِلْمٍ عِنْدِي) فما للناس يتحكمون بي فأنا حصّلته
__________________
(١) الإسراء : ٣٠.