وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً فَقُلْنا هاتُوا بُرْهانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (٧٥) إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى
____________________________________
الأنبياء والأئمة والمرشدين ـ الذين يشهدون عليهم بأنهم بلّغوا لكنهم عصوا إلا الشرك والكفر (وَنَزَعْنا) أي أخرجنا وأظهرنا (مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ) من الأمم (شَهِيداً) يشهد عليكم بالتبليغ والإرشاد (فَقُلْنا) للكفار (هاتُوا بُرْهانَكُمْ) أي ائتوا بحجتكم التي تدل على تعدد الآلهة (فَعَلِمُوا) هناك (أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ) وحده لا لشركائهم ، لكن حيث لم ينفعهم العلم (وَضَلَّ عَنْهُمْ) أي ذهب وتاه (ما كانُوا يَفْتَرُونَ) من الكذب على الله حيث كانوا يقولون إن الله اتخذ لنفسه شريكا ، إن آلهتهم بطلت ، ولا برهان لهم ، والشهداء ، شهدوا عليهم بالإنذار وعلموا صحة قولهم ، فما هو جزاؤهم؟ ليس إلا النار والخزي ، حيث لا منجى ولا مهرب.
[٧٧] وبعد إتمام قصة موسى مع فرعون ، وتعقيب القصة بجملة من المشاهد في القيامة وبعض تعقيبات القصة ، يأتي السياق لينقل حلقة أخرى من حياة موسى عليهالسلام ، وهي حياته مع قارون الذي كان قريبا لموسى عليهالسلام وكان عالما حافظا للتوراة كثير المال ، لكنه لما ظلم لم ينفعه علمه وماله وقرابته وحفظه للكتاب ، وفيه تنبيه لأهل الكتاب ، كما في الآيات السابقة وتنبيه للكفار كي يعتبروا بما أصاب فرعون حيث قابل موسى بالكفر (إِنَّ قارُونَ) وهو ابن خالة موسى عليهالسلام ، كما ورد عن الصادق عليهالسلام (١) (كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى) من بني إسرائيل المؤمنين به
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٧ ص ٤٥٩.