وَكُنَّا نَحْنُ الْوارِثِينَ (٥٨) وَما كانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّها رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِنا وَما كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرى إِلاَّ وَأَهْلُها ظالِمُونَ (٥٩) وَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَزِينَتُها وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقى أَفَلا تَعْقِلُونَ (٦٠)
____________________________________
(وَكُنَّا نَحْنُ الْوارِثِينَ) لديارهم فلم يكن وارث يرث الأرض منهم ، ولذا بقيت كسائر الأراضي لا مالك لها إلا الله سبحانه.
[٦٠](وَما كانَ رَبُّكَ) يا رسول الله (مُهْلِكَ الْقُرى) التي تكفر وتعصي الله (حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّها) المركز لها (رَسُولاً) يقيم الحجة عليهم (يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِنا) الدالة على المعارف وأصول الدين ، فإذا أعرضوا عن الرسول ، ولم يؤمنوا استحقوا الهلاك والنكال (وَما كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرى) أصله «مهلكين» حذف النون للإضافة (إِلَّا وَأَهْلُها ظالِمُونَ) أنفسهم بالكفر والعصيان فالهلاك معلول لأمرين ، الأول ظلم أهل القرية ، والثاني إتمام الحجة عليهم ببعث الرسول.
[٦١] فلا تغترّوا أيها الناس بالحياة الدنيا التي تصدكم عن الإيمان ، لأجل المال والمنصب والتقليد وما أشبه (وَ) ذلك لأن (ما أُوتِيتُمْ) أي أعطيتم (مِنْ شَيْءٍ) من الزخارف فهو متاع (الْحَياةِ الدُّنْيا وَزِينَتُها) أي هو شيء تتمتعون به في هذه الحياة القريبة وتتزينون به (وَما عِنْدَ اللهِ) أي الجنة ، والمراد بكونها عند الله ، إن الله هيّأها للصالحين (خَيْرٌ) من هذه النعم (وَأَبْقى) أي هي أكثر بقاء (أَفَلا تَعْقِلُونَ) ألا تتفكرون بعقولكم حتى تميزوا بين الآخرة الباقية ، والدنيا الفانية؟.