مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (٤٠) قالَ نَكِّرُوا لَها عَرْشَها نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ (٤١) فَلَمَّا جاءَتْ قِيلَ أَهكَذا عَرْشُكِ
____________________________________
(مِنْ فَضْلِ رَبِّي) ونعمه إليّ حيث وهب لي خليفة كآصف يتمكن من هذا العمل العجيب وقد كان سليمان قادرا على أن يحضره هو بالذات ، لكنه أراد إظهار فضل آصف على قومه ، وقد فضلني بهذا (لِيَبْلُوَنِي) البلاء الامتحان والاختبار ، أي ليمتحنني (أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ) أي هل أشكره سبحانه على النعمة ، أم أكفر نعمته ولا أشكره؟ فإن الله سبحانه إذا منح أحدا نعمة كان اختبارا ليظهر هل أنه يشكر أم يكفر بالنعمة ـ لا ليعلم الله ، فإنه عالم ، بل ـ ليستحق المحسن الثواب والمسيء العقاب (وَمَنْ شَكَرَ) لله تعالى (فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ) إذ فائدة الشكر تعود إليه بالذات (وَمَنْ كَفَرَ) ولم يشكر النعمة (فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌ) عن شكر الشاكرين (كَرِيمٌ) متفضل على عباده شاكرهم وكافرهم.
[٤٢](قالَ) سليمان عليهالسلام (نَكِّرُوا لَها عَرْشَها) أي غيروا سريرها إلى حالة تنكرها ولا تعرفها ، إذا رأته ، وقد قيل أنه عليهالسلام أراد بذلك اختبار عقلها وإنها هل تعرف أم لا ، ل (نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي) إلى معرفة عرشها بفطنتها (أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ) قيل فنزع ما كان على العرش من الفصوص والجوهر وغيرت ألوان مواضعه الملونة ، فجعل ما كان أحمر أخضر وهكذا.
[٤٣](فَلَمَّا جاءَتْ) بلقيس إلى محلّ سليمان (قِيلَ) لها (أَهكَذا عَرْشُكِ)