(أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٥٢) قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٥٣) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (٥٤) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ) (٥٥)
٥٢ ـ (أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ) ويضيّق ، وقيل يجعله على قدر القوت (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) بأنه لا قابض ولا باسط إلا الله عزوجل.
٥٣ ـ (قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ) وبسكون الياء بصري وحمزة وعليّ (أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ) جنوا عليها بالإسراف في المعاصي والغلوّ فيها (لا تَقْنَطُوا) لا تيأسوا ، وبكسر النون عليّ وبصري (مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً) بالعفو عنها إلا الشرك ، وفي قراءة النبيّ صلىاللهعليهوسلم يغفر الذنوب جميعا ولا يبالي ، ونظير نفي المبالاة نفي الخوف في قوله : (وَلا يَخافُ عُقْباها) (١) قيل نزلت في وحشي (٢) قاتل حمزة رضي الله عنه ، وعن رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (ما أحبّ أنّ لي الدنيا وما فيها بهذه الاية) (٣) (إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ) بستر عظائم الذنوب (الرَّحِيمُ) بكشف فظائع الكروب.
٥٤ ـ (وَأَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ) وتوبوا إليه (وَأَسْلِمُوا لَهُ) وأخلصوا له العمل (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ) إن لم تتوبوا قبل نزول العقاب.
٥٥ ـ (وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ) مثل قوله : (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ) (٤) وقوله : (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ) أي يفجؤكم وأنتم غافلون كأنكم لا تحسّون (٥) شيئا لفرط غفلتكم.
__________________
(١) الشمس ، ٩١ / ١٥.
(٢) وحشي : هو وحشي بن حرب الحبشي أبو دسمة مولى بني نوفل ، صحابي من سودان مكة شهد اليرموك وشارك في قتل مسيلمة توفي في حمص نحو ٢٥ ه (الأعلام ٨ / ١١١).
(٣) الطبري والطبراني في الأوسط والبيهقي في الشعب من حديث ثوبان وفيه ابن لهيعة عن أبي قبيل وهما ضعيفان.
(٤) الآية ١٨ من هذه السورة.
(٥) في (ز) تخشون.