سورة القلم (١)
مكية وهي اثنتان وخمسون آية
(ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (١) مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (٢) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ) (٣)
١ ـ (ن) الظاهر أنّ المراد به هذا الحرف من حروف المعجم ، وأما قول الحسن أنه الدواة ، وقول ابن عباس إنه الحوت الذي عليه الأرض واسمه بهموت فمشكل ، لأنه لا بد له من الإعراب سواء كان اسم جنس أو اسم علم ، فالسكون دليل على أنه من حروف التّهجّي (٢) (وَالْقَلَمِ) أي ما كتب به اللوح ، أو قلم الملائكة ، أو الذي يكتب به الناس ، أقسم به لما فيه من المنافع والفوائد التي لا يحيط بها الوصف (وَما يَسْطُرُونَ) أي ما يسطره الحفظة ، أو ما يكتب به من الخير ، من كتب ، وما موصولة أو مصدرية ، وجواب القسم :
٢ ـ (ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ) أي بإنعامه عليك بالنبوة وغيرها ، فأنت اسم ما وخبرها (بِمَجْنُونٍ) وبنعمة ربّك اعتراض بين الاسم والخبر ، والباء في بنعمة ربّك تتعلق بمحذوف ومحلّه النصب على الحال ، والعامل فيها بمجنون ، وتقديره ما أنت بمجنون منعما عليك بذلك ، ولم تمنع الباء أن يعمل مجنون فيما قبله لأنها زائدة لتأكيد النفي ، وهو جواب قولهم : (وَقالُوا يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ) (٣).
٣ ـ (وَإِنَّ لَكَ) على احتمال ذلك والصبر عليه (لَأَجْراً) لثوابا (غَيْرَ مَمْنُونٍ)
__________________
(١) في (ز) سورة ن.
(٢) في (ظ) و (ز) المعجم.
(٣) الحجر ، ١٥ / ٦.