سورة الحاقة
مكية وهي اثنتان وخمسون آية (١)
بسم الله الرحمن الرحيم
(الْحَاقَّةُ (١) مَا الْحَاقَّةُ (٢) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ (٣) كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ)(٤)
٦٩ / ١ ـ ٤ ١ ـ (الْحَاقَّةُ) الساعة الواجبة الوقوع الثابتة المجيء التي هي آتية لا ريب فيها ، من حقّ يحقّ بالكسر أي وجب.
٢ ـ (مَا الْحَاقَّةُ) مبتدأ وخبر ، وهما خبر الحاقة ، والأصل الحاقة ما هي؟ أي أيّ شيء هي؟ تفخيما لشأنها وتعظيما لهولها ، أي حقّها أن يستفهم عنها لعظمها ، فوضع الظاهر موضع الضمير لزيادة التهويل.
٣ ـ (وَما أَدْراكَ) وأي شيء أعلمك (مَا الْحَاقَّةُ) يعني أنّك لا علم لك بكنهها ومدى عظمها ، لأنه من العظم والشّدّة بحيث لا تبلغه دراية المخلوقين. وما رفع بالابتداء وأدراك الخبر ، والجملة بعده في موضع نصب لأنها مفعول ثان لأدري.
٤ ـ (كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعادٌ بِالْقارِعَةِ) أي بالحاقة ، فوضعت القارعة موضعها لأنها من أسماء القيامة وسميت بها لأنها تقرع الناس بالأفزاع والأهوال ، ولمّا ذكرها وفخّمها أتبع ذكر ذلك ذكر من كذّب بها وما حلّ بهم بسبب التكذيب تذكيرا لأهل مكة وتخويفا لهم من عاقبة تكذيبهم.
__________________
(١) في (ظ) و (ز) سورة الحاقة إحدى وخمسون آية مكية.