سورة البلد
مكية وهي عشرون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
(لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (١) وَأَنتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (٢) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (٣) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ) (٤)
١ ـ ٤ ـ (لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ) أقسم سبحانه وتعالى بالبلد الحرام وبما بعده على أنّ الإنسان خلق مغمورا في مكابدة المشاقّ ، واعترض بين القسم والمقسم عليه بقوله (وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ) أي ومن المكابدة أن مثلك على عظم حرمتك يستحلّ بهذا البلد ، يعني مكة ، كما يستحلّ الصيد في غير الحرم. عن شرحبيل (١) : يحرّمون أن يقتلوا بها صيدا ويستحلّون إخراجك وقتلك. وفيه تثبيت لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وبعث على احتمال ما كان يكابد من أهل مكة ، وتعجيب من حالهم في عداوته ، أو سلى رسول الله بالقسم ببلده على أن الإنسان لا يخلو من مقاساة الشدائد ، واعترض بأن وعده فتح مكة تتميما للتسلية والتنفيس عنه فقال : وأنت حلّ بهذا البلد. أي وأنت حلّ به في المستقبل تصنع فيه ما تريد من القتل والأسر ، وذلك أن الله تعالى فتح عليه مكة وأحلّها له ، وما فتحت على أحد قبله ولا أحلّت له ، فأحلّ ما شاء وحرّم ما شاء ، قتل ابن خطل (٢) وهو متعلق بأستار الكعبة ، ومقيس بن صبابة وغيرهما ، وحرّم دار أبي
__________________
(١) شرحبيل : هو على الأرجح شرحبيل بن سعد الخطمي المدني مولى الأنصار ، عالم بالمغازي والبدريين ، كان يفتي ويروي الحديث توفي عام ١٢٣ ه (الأعلام ٣ / ١٥٩).
(٢) ابن خطل ، هو عبد العزى بن خطل كان مسلما ثم ارتد وقتل مسلما ، فأمر الرسول صلىاللهعليهوسلم بقتله فقتله يوم الفتح سعيد بن حريث وأبو برزة الأسلمي (عيون الأثر ٢ / ٢٢٧).