سورة المعارج
مكية وهي أربع وأربعون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
(سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (١) لِّلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (٢) مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (٣) تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) (٤)
٧٠ / ١ ـ ٤ ١ ـ (سَأَلَ سائِلٌ) هو النضر بن الحارث قال : (إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ) (١) أو هو النبي صلىاللهعليهوسلم دعا بنزول العذاب عليهم ، ولما ضمّن سأل معنى دعا عدّي تعديته كأنه قيل دعا داع (بِعَذابٍ واقِعٍ) من قولك دعا بكذا إذا استدعاه وطلبه ، ومنه قوله تعالى : (يَدْعُونَ فِيها بِكُلِّ فاكِهَةٍ) (٢). وسال بغير همز مدني وشامي وهو من السؤال أيضا إلّا أنه خفّف بالتليين ، وسائل مهموز إجماعا.
٢ ـ (لِلْكافِرينَ) صفة لعذاب أي بعذاب واقع كائن للكافرين (لَيْسَ لَهُ) لذلك العذاب (دافِعٌ) راد.
٣ ـ ٤ ـ (مِنَ اللهِ) متصل بواقع أي واقع من عنده ، أو بدافع أي ليس له دافع من جهته تعالى إذا جاء وقته (ذِي الْمَعارِجِ) أي مصاعد السماء للملائكة جمع معرج وهو موضع العروج. ثم وصف المصاعد وبعد مداها في العلوّ والارتفاع فقال
__________________
(١) الأنفال ، ٨ / ٣٢. وفي (ز) ابن الحرث وهو هو ابن الحارث وإن اختلف الخط.
(٢) الدخان ، ٤٤ / ٥٥.