سورة الغاشية
مكية وهي ست وعشرون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (١) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (٢) عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ (٣) تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً (٤) تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ (٥) لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٍ (٦) لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ) (٧)
١ ـ ٧ ـ (هَلْ) بمعنى قد (أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ) الداهية التي تغشى الناس بشدائدها وتلبسهم أهوالها ، يعني القيامة وقيل النار من قوله : (وَتَغْشى وُجُوهَهُمُ النَّارُ) (١) (وُجُوهٌ) أي وجوه الكفار ، وإنما خصّ الوجه لأن الحزن والسرور إذا استحكما في المرء أثّرا في الوجه (٢) (يَوْمَئِذٍ) يوم إذ غشيت (خاشِعَةٌ) ذليلة لما اعترى أصحابها من الخزي والهوان (عامِلَةٌ ناصِبَةٌ) تعمل في النار عملا تتبعت (٣) فيه ، وهو جرّها السلاسل والأغلال ، وخوضها في النار كما تخوض الإبل في الوحل ، وارتقاؤها دائبة في صعود من نار وهبوطها في حدور منها ، وقيل عملت في الدنيا أعمال السوء والتذّت بها وتنعمت فهي في نصب منها في الآخرة ، وقيل هم أصحاب الصوامع ، ومعناه أنها خشعت لله وعملت ونصبت في أعمالها من الصوم الدائب والتهجد الواصب (تَصْلى ناراً حامِيَةً) تدخل نارا قد أحميت مددا طويلة ، فلا حرّ يعدل حرّها. تصلى أبو بكر وأبو عمرو (٤) (تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ) من عين ماء قد انتهى حرّها ، والتأنيث في هذه الصفات والأفعال راجعة إلى الوجوه ، والمراد أصحابها
__________________
(١) إبراهيم ، ١٤ / ٥٠.
(٢) في (ظ) و (ز) وجهه.
(٣) في (ظ) و (ز) تتعب.
(٤) في (ظ) و (ز) أبو عمرو وأبو بكر.