سورة الفتح
مدنية وهي تسع وعشرون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
(إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا) (١)
١ ـ (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً) الفتح الظفر بالبلد عنوة أو صلحا بحرب أو بغير حرب ، لأنه منغلق (١) ما لم يظفر به ، فإذا ظفر به فقد فتح ، ثم قيل هو فتح مكة ، وقد نزلت مرجع رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن مكة عام الحديبية عدة له بالفتح ، وجيء به على لفظ الماضي لأنها في تحققها بمنزلة الكائنة ، وفي ذلك من الفخامة والدلالة على علوّ شأن المخبر ما لا يخفى (٢) ، وقيل هو فتح الحديبية ولم يكن فيه قتال شديد ولكن ترام بين القوم بسهام وحجارة فرموا (٣) المشركين حتى أدخلوهم ديارهم وسألوا الصلح فكان فتحا مبينا ، وقال الزّجّاج : كان في فتح الحديبية آية (٤) عظيمة ، وذلك أنه نزح ماؤها ولم يبق فيها قطرة فتمضمض رسول صلىاللهعليهوسلم ثم مجّه في البئر فدرت بالماء حتى شرب جميع الناس (٥) ، وقيل هو فتح خيبر ، وقيل معناه قضينا لك قضاء بيّنا على أهل مكة أن تدخلها أنت وأصحابك من قابل لتطوفوا بالبيت ، من الفتاحة وهي الحكومة.
__________________
(١) في (ظ) و (ز) مغلق.
(٢) في (ظ) المخبر به ، وفي (ز) المخبر عنه وهو الفتح ما لا يخفى.
(٣) في (ز) فرمى المسلمون المشركين.
(٤) في (ظ) الحديبية المسلمين آية عظيمة ، وفي (ز) آية للمسلمين عظيمة.
(٥) متفق عليه من حديث البراء.