سورة النبأ
مكية وهي أربعون آية
(عَمَّ يَتَسَاءلُونَ (١) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (٢) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (٣) كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (٤) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (٥) أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (٦) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (٧) وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (٨) وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (٩) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (١٠) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا) (١١)
١ ـ ٥ ـ (عَمَ) أصله عن ما ، وقرىء بها ، ثم أدغمت النون في الميم فصار عما ، وقرىء بها ، ثم حذفت الألف تخفيفا لكثرة الاستعمال في الاستفهام وعليه الاستعمال الكثير ، وهذا استفهام تفخيم للمستفهم عنه لأنه تعالى لا تخفى عليه خافية (يَتَساءَلُونَ) يسأل بعضهم بعضا ، أو يسألون غيرهم من المؤمنين ، والضمير لأهل مكة ، كانوا يتساءلون فيما بينهم عن البعث ، ويسألون المؤمنين عنه على طريق الاستهزاء (عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ) أي البعث ، وهو بيان للشأن المفخم وتقديره عم يتساءلون يتساءلون عن النبإ العظيم (الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ) فمنهم من يقطع بإنكاره ، ومنهم من يشك ، وقيل الضمير للمسلمين والكافرين وكانوا جميعا يتساءلون عنه ، فالمسلم يسأل ليزداد خشية ، والكافر يسأل استهزاء (كَلَّا) ردع عن الاختلاف أو التساؤل هزؤا (سَيَعْلَمُونَ) وعيد لهم بأنهم سوف يعلمون عيانا أن ما يتساءلون عنه حق (ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ) كرر الردع للتشديد ، وثم يشعر بأنّ الثاني أبلغ من الأول وأشد.
٦ ـ ١١ ـ (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ) لمّا أنكروا البعث قيل لهم : ألم يخلق من أضيف إليه البعث هذه الخلائق العجيبة ، فلم تنكرون قدرته على البعث وما هو إلا اختراع كهذه الاختراعات؟! أو قيل لهم لم فعل هذه الأشياء والحكيم لا يفعل عبثا؟ وإنكار