سورة الحديد
مدنية وقيل مكية وهي تسع وعشرون آية (١)
بسم الله الرحمن الرحيم
(سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١) لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٢)
٥٧ / ١ ـ ٢ ١ ـ (سَبَّحَ لِلَّهِ) جاء في بعض الفواتح سبّح بلفظ الماضي ، وفي بعضها بلفظ المضارع ، وفي «بني إسرائيل» بلفظ المصدر ، وفي «الأعلى» بلفظ الأمر استيعابا (٢) لهذه الكلمة من جميع جهاتها وهي أربع : المصدر والماضي والمضارع والأمر ، وهذا الفعل قد عدّي باللام تارة وبنفسه أخرى في قوله : (وَتُسَبِّحُوهُ) (٣) وأصله التعدي بنفسه ، لأن معنى سبّحته بعّدّته من السوء منقول من سبح إذا ذهب وبعد ، فاللام إما أن تكون مثل اللام في نصحته ونصحت له ، وإما أن يراد بسبّح الله اكتسب التسبيح لأجل الله ولوجهه خالصا (ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) ما يتأتى منه التسبيح ويصحّ (وَهُوَ الْعَزِيزُ) المنتقم من مكلّف لم يسبح له عنادا (الْحَكِيمُ) في مجازاة من سبّح له انقيادا.
٢ ـ (لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) لا لغيره ، وموضع (يُحْيِي) رفع أي هو يحيي الموتى (وَيُمِيتُ) الأحياء ، أو نصب أي له ملك السماوات والأرض محييا ومميتا (وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
__________________
(١) في (ظ) سورة الحديد تسع وعشرون آية مكية ، وفي (ز) سورة الحديد مكية وهي تسع وعشرون آية.
(٢) في (ز) استيعادا ، «وبني إسرائيل» الإسراء.
(٣) الفتح ، ٤٨ / ٩.