(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ (١٧) فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (١٨) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (١٩) مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ (٢٠) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ) (٢١)
عليكم الأمران الصبر وعدمه ، وقيل على العكس ، وعدل (١) استواء الصبر وعدمه بقوله (إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) لأنّ الصبر إنما يكون له مزية على الجزع لنفعه في العاقبة بأن يجازى عليه الصابر جزاء الخير ، وأما الصبر على العذاب الذي هو الجزاء فلا عاقبة له ولا منفعة ولا مزية له على الجزع(٢).
١٧ ـ (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ) في أية جنات (وَنَعِيمٍ) وأيّ (٣) نعيم بمعنى الكمال في الصفة ، أو في جنات ونعيم مخصوصة بالمتقين خلقت لهم خاصة.
١٨ ـ (فاكِهِينَ) حال من الضمير في الظرف ، والظرف خبر ، أي متلذذين (بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ) وعطف قوله (وَوَقاهُمْ رَبُّهُمْ) على في جنات أي إنّ المتقين استقروا في جنات ... ووقاهم ربّهم ، أو على آتاهم ربّهم على أن تجعل ما مصدرية ، والمعنى فاكهين بإيتائهم ربّهم ووقايتهم (عَذابَ الْجَحِيمِ) أو الواو للحال ، وقد بعدها مضمرة ، يقال لهم :
١٩ ـ (كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) أكلا وشربا هنيئا ، أو طعاما وشرابا هنيئا ، وهو الذي لا تنغيص فيه.
٢٠ ـ (مُتَّكِئِينَ) حال من الضمير في كلوا واشربوا (عَلى سُرُرٍ) جمع سرير (مَصْفُوفَةٍ) موصول بعضها ببعض (وَزَوَّجْناهُمْ) وقرنّاهم (بِحُورٍ) جمع حوراء (عِينٍ) عظام الأعين حسانها.
٢١ ـ (وَالَّذِينَ آمَنُوا) مبتدأ ، وألحقنا بهم خبره (وَاتَّبَعَتْهُمْ) وأتبعناهم أبو عمرو (ذُرِّيَّتُهُمْ) أولادهم (بِإِيمانٍ) حال من الفاعل (أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) أي نلحق الأولاد
__________________
(١) في (ظ) و (ز) علل.
(٢) في (ظ) و (ز) فأما الصبر على العذاب الذي هو الجزاء ولا عاقبة له ولا منفعة فلا مزية له على الجزع.
(٣) في (ظ) و (ز) أي وأي.