(وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ (٢٢) يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَّا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ (٢٣) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ (٢٤) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ) (٢٥)
بإيمانهم وأعمالهم درجات الآباء وإن قصرت أعمال الذرية عن أعمال الآباء ، وقيل إنّ الذرية لم يبلغون مبلغا يكون منهم الإيمان استدلالا وإنما تلقنوا منهم تقليدا فهم يلحقون بالآباء. ذريتهم ذرياتهم مدني ، ذريتهم (١) ذرياتهم أبو عمرو ، ذرّياتهم ذرّياتهم شامي (وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ) وما نقصناهم من ثواب عملهم من شيء ، ألتناهم مكي ، ألت يألت ألت يألت لغتان ، من الأولى متعلقة بألتناهم ، والثانية زائدة (كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ) أي مرهون ، فنفس المؤمن مرهونة بعمله ويجازى (٢) به.
٢٢ ـ (وَأَمْدَدْناهُمْ) وزدناهم في وقت بعد وقت (بِفاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ) وإن لم يقترحوا.
٢٣ ـ (يَتَنازَعُونَ فِيها كَأْساً) خمرا ، أي يتعاطون ويتعاورون هم وجلساؤهم من أقربائهم ، يتناول هذا الكأس من يد هذا ، وهذا من يد هذا (لا لَغْوٌ فِيها) في شربها (وَلا تَأْثِيمٌ) أي لا يجري بينهم ما يلغى يعني لا يجري بينهم باطل ولا ما فيه إثم لو فعله فاعل في دار التكليف من الكذب والشتم ونحوهما كشاربي خمر الدنيا ، لأن عقولهم ثابتة ، فيتكلمون بالحكم والكلام الحسن ، لا لغو فيها ولا تأثيم مكي وبصري.
٢٤ ـ (وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمانٌ لَهُمْ) مملوكون لهم مخصوصون بهم (كَأَنَّهُمْ) من بياضهم وصفائهم (لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ) في الصدف ، لأنه رطبا أحسن وأصفى ، أو مخزون ، لأنه لا يخزن إلا الثمين الغالي القيمة ، في الحديث : (إنّ أدنى أهل الجنة منزلة من ينادي الخادم من خدامه فيجيبه ألف ببابه لبيك لبيك) (٣).
٢٥ ـ (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ) يسأل بعضهم بعضا عن أحواله وأعماله وما استحقّ به نيل ما عند الله.
__________________
(١) في جميع النسخ ذرياتهم ذرياتهم أبو عمرو ، وهو خطأ النساخ ، والتصويب من (النهاية في القراءات العشر للحافظ ابن مهران ـ ت ٣٨١) ص ٢٦٥.
(٢) في (ظ) و (ز) تجازى.
(٣) الثعلبي عن رواية عمر بن عبد العزيز البصري عن يوسف بن أبي طيبة عن وكيع عن هشام عن أبيه عن عائشة نحوه. قاله ابن حجر.