(مَا لَهُ مِن دَافِعٍ (٨) يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاء مَوْرًا (٩) وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا (١٠) فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (١١) الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ (١٢) يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا (١٣) هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ (١٤) أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنتُمْ لَا تُبْصِرُونَ (١٥) اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاء عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (١٦)
مطعم : أتيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم أكلّمه في الأسارى فلقيته في صلاة الفجر يقرأ سورة الطور ، فلما بلغ إن عذاب ربّك لواقع أسلمت خوفا من أن ينزل العذاب (١).
٨ ـ ٩ ـ (ما لَهُ مِنْ دافِعٍ) لا يمنعه مانع والجملة صفة لواقع ، أي واقع غير مدفوع ، والعامل في : (يَوْمَ) (٢) لواقع ، أي يقع في ذلك اليوم ، أو اذكر (تَمُورُ) تدور كالرحى مضطربة (السَّماءُ مَوْراً).
١٠ ـ (وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً) في الهواء كالسحاب لأنها تصير هباء منثورا.
١١ ـ ١٢ ـ (فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ. الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ) غلب الخوض في الاندفاع في الباطل والكذب ، ومنه قوله : (وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ) (٣).
١٣ ـ ١٤ ـ ويبدل : (يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا) من يوم تمور ، والدعّ الدفع العنيف ، وذلك أنّ خزنة النار يغلون أيديهم إلى أعناقهم ، ويجمعون نواصيهم إلى أقدامهم ، ويدفعونهم إلى النار دفعا على وجوههم ، وزخا في أقفيتهم ، فيقال لهم : (هذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ) في الدنيا.
١٥ ـ (أَفَسِحْرٌ هذا) هذا مبتدأ ، فسحر (٤) خبره ، يعني كنتم تقولون للوحي هذا سحر ، أفسحر هذا؟ يريد أهذا المصداق أيضا سحر؟ ودخلت الفاء لهذا المعنى (أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ) كما كنتم لا تبصرون في الدنيا ، يعني أم أنتم عمي عن المخبر عنه كما كنتم عميا عن الخبر؟ وهذا تقريع وتهكّم.
١٦ ـ (اصْلَوْها فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا سَواءٌ عَلَيْكُمْ) خبر سواء محذوف ، أي سواء
__________________
(١) قال ابن حجر : لم أجده هكذا. والذي جاء في الصحيح «أن ذلك في صلاة المغرب ، وأنه قال لما سمع : (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ) إلى آخره : كاد قلبي يطير».
(٢) أعدنا تقسيم الآيتين ٨ و ٩ كما في (أ) ليستقيم المعنى على خلاف ما في (ظ) و (ز).
(٣) المدثر ، ٧٤ / ٤٥.
(٤) في (ظ) و (ز) وسحر.