(هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (٦٣) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ (٦٤) الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (٦٥) وَلَوْ نَشَاء لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ (٦٦) وَلَوْ نَشَاء لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ (٦٧) وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ)(٦٨)
وسهل ، جبلّا بضم الجيم والباء والتشديد يعقوب ، جبلا مخففا شامي وأبو عمرو ، وجبلا بضم الجيم والباء وتخفيف اللام غيرهم وهذه لغات في معنى الخلق (كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ) استفهام تقريع على تركهم الانتفاع بالعقل.
٦٣ ـ (هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) بها.
٦٤ ـ (اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) ادخلوها بكفركم وإنكاركم لها.
٦٥ ـ (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ) أي نمنعهم من الكلام (وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ) يروى أنهم يجحدون ويخاصمون فتشهد عليهم جيرانهم وأهاليهم وعشائرهم ، فيحلفون ما كانوا مشركين ، فحينئذ يختم على أفواههم وتكلّم أيديهم وأرجلهم ، وفي الحديث : (يقول العبد يوم القيامة إني لا أجيز عليّ إلا شاهدا من نفسي ، فيختم على فيه ويقال لأركانه أنطقي فتنطق بأعماله ، ثم يخلى بينه وبين الكلام فيقول : بعدا لكنّ وسحقا فعنكنّ كنت أناضل) (١).
٦٦ ـ (وَلَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ) لأعميناهم وأذهبنا أبصارهم ، والطمس تعفية شقّ العين حتى تعود ممسوحة (فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ) على حذف الجارّ وإيصال الفعل ، والأصل فاستبقوا إلى الصراط (فَأَنَّى يُبْصِرُونَ) فكيف يبصرون حينئذ وقد طمسنا أعينهم.
٦٧ ـ (وَلَوْ نَشاءُ لَمَسَخْناهُمْ) قردة وخنازير أو حجارة (عَلى مَكانَتِهِمْ) على مكاناتهم أبو بكر وحماد ، والمكانة والمكان واحد كالمقامة والمقام ، أي لمسخناهم في منازلهم حيث يجترحون المآثم (فَمَا اسْتَطاعُوا مُضِيًّا وَلا يَرْجِعُونَ) فلم يقدروا على ذهاب ولا مجيء ، أو مضيّا أمامهم ولا يرجعون خلفهم.
٦٨ ـ (وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ) عاصم وحمزة ، والتنكيس : جعل الشيء أعلاه أسفله ، الباقون ننكسه (فِي الْخَلْقِ) أي نقلبه فيه ، بمعنى من أطلنا عمره نكسنا خلقه
__________________
(١) مسلم والنسائي من طريق الشعبي عن أنس.