(فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ (٦٥) هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (٦٦) الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ (٦٧) يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ (٦٨) الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ) (٦٩)
البيّنات الواضحات (قالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ) أي بالإنجيل والشرائع (وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ) وهو أمر الدين لا أمر الدنيا (فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ. إِنَّ اللهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ) هذا تمام كلام عيسى عليهالسلام.
٦٥ ـ (فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ) الفرق المتحزبة بعد عيسى وهم اليعقوبية والنسطورية والملكانية والشمعونية (١) (مِنْ بَيْنِهِمْ) من بين النصارى (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا) حيث قالوا في عيسى ما كفروا به (مِنْ عَذابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ) وهو يوم القيامة.
٦٦ ـ (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ) الضمير لقوم عيسى ، أو للكفار (أَنْ تَأْتِيَهُمْ) بدل من الساعة ، أي هل ينظرون إلا إتيان الساعة (بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) أي وهم غافلون لاشتغالهم بأمور دنياهم ، كقوله : (تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ) (٢).
٦٧ ـ (الْأَخِلَّاءُ) جمع خليل (يَوْمَئِذٍ) يوم القيامة (بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) أي المؤمنين ، وانتصاب يومئذ بعدوّ ، أي تنقطع في ذلك اليوم كلّ خلّة بين المتخالّين في غير ذات الله ، وتنقلب عداوة ومقتا إلا خلّة المتصادقين في الله فإنها الخلّة الباقية.
٦٨ ـ (يا عِبادِ) بالياء (٣) في الوصل والوقف مدني وشامي وأبو عمرو ، وبفتح الياء أبو بكر ، الباقون بحذف الياء (لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ) هو حكاية لما ينادى به المتقون المتحابّون في الله يومئذ.
٦٩ ـ (الَّذِينَ) منصوب المحلّ صفة لعبادي لأنه منادى مضاف (آمَنُوا بِآياتِنا) صدّقوا بآياتنا (وَكانُوا مُسْلِمِينَ) لله منقادين له.
__________________
(١) الشمعونية : أتباع شمعون الصفا أفضل الحواريين علما وزهدا وأدبا ، وهم يقولون أنه بعد أن قتل المسيح وصلب نزل ورأى شخصه شمعون وكلمه وأوصى إليه ثم فارق الدنيا وصعد إلى السماء. (الملل والنحل ـ الباب الثاني ـ الفصل الثاني).
(٢) يس ، ٣٦ / ٤٩.
(٣) في مصحف النسفي : يا عبادي لذلك جاء شرحه للقراءات.