(وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (٣٩) أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (٤٠) فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ (٤١) أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِم مُّقْتَدِرُونَ) (٤٢)
٣٩ ـ (وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ) إذ صحّ ظلمكم ، أي كفركم ، وتبين ولم يبق لكم ولا لأحد شبهة في أنكم كنتم ظالمين ، وإذ بدل من اليوم (أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ) أنكم في محل الرفع على الفاعلية ، أي ولن ينفعكم اشتراككم في العذاب أو كونكم مشتركين في العذاب كما كان عموم البلوى يطيّب القلب في الدنيا ، كقول الخنساء (١) :
ولو لا كثرة الباكين حولي |
|
على إخوانهم لقتلت نفسي |
ولا يبكون مثل أخي ولكن |
|
أعزي (٢) النفس عنه بالتأسي |
أما هؤلاء فلا يؤسّيهم اشتراكهم ولا يروّحهم لعظم ما هم فيه ، وقيل الفاعل مضمر أي ولن ينفعكم هذا التمني أو الاعتذار لأنكم في العذاب مشتركون لاشتراككم في سببه وهو الكفر ، ويؤيده قراءة من قرأ إنكم بالكسر.
٤٠ ـ (أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَ) أي من فقد سمع العقول (٣) (أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ) أي من فقد البصائر (٤) (وَمَنْ كانَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) ومن كان في علم الله أنه يموت على الضلالة (٥).
٤١ ـ (فَإِمَّا) دخلت ما على إن توكيدا للشرط وكذا النون الثقيلة في (نَذْهَبَنَّ بِكَ) أي نتوفّينّك قبل أن ننصرك عليهم ونشفي صدور المؤمنين منهم (فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ) أشدّ الانتقام في الآخرة.
٤٢ ـ (أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْناهُمْ) قبل أن نتوفاك ، يعني يوم بدر (فَإِنَّا عَلَيْهِمْ
__________________
(١) الخنساء ـ تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد ، الرياحية السّلمية ، من بني سليم من قيس عيلان ، من مضر ، أشهر شواعر العرب وأشعرهن على الإطلاق عاشت أكثر عمرها في الجاهلية أدركت الإسلام وأسلمت توفيت عام ٢٤ ه (الأعلام ٢ / ٨٦).
(٢) في (أ) أعزّ.
(٣) في (ظ) و (ز) القبول.
(٤) في (ظ) و (ز) البصر.
(٥) في (ز) الضلال.