(وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٢٢) أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنقِذُونِ (٢٣) إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (٢٤) إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (٢٥) قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (٢٦) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (٢٧) وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاء وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ (٢٨) إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ) (٢٩)
٢٢ ـ (وَما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي) خلقني (وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) وإليه مرجعكم ، ومالي حمزة.
٢٣ ـ (أَأَتَّخِذُ) بهمزتين كوفي (مِنْ دُونِهِ آلِهَةً) يعني الأصنام (إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمنُ بِضُرٍّ) شرط جوابه (لا تُغْنِ عَنِّي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنْقِذُونِ) من مكروه ، ولا ينقذوني فاسمعوني في الحالين يعقوب.
٢٤ ـ (إِنِّي إِذاً) أي إذا اتخذت (لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) ظاهر بيّن.
ولمّا نصح قومه أخذوا يرجمونه فأسرع نحو الرّسل قبل أن يقتل فقال لهم :
٢٥ ـ (إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ) أي اسمعوا إيماني لتشهدوا لي به ، ولمّا قتل :
٢٦ ـ (قِيلَ) له (ادْخُلِ الْجَنَّةَ) وقبره في سوق أنطاكية ، ولم يقل قيل له لأنّ الكلام سيق لبيان المقول لا لبيان المقول له مع كونه معلوما ، وفيه دلالة أنّ الجنة مخلوقة. وقال الحسن : لما أراد القوم أن يقتلوه رفعه الله إليه وهو في الجنة ولا يموت إلا بفناء السماوات والأرض ، فلما دخل الجنة ورأى نعيمها (قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ).
٢٧ ـ (بِما غَفَرَ لِي رَبِّي) أي بمغفرة ربي لي ، أو بالذي غفر لي (وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ) بالجنة.
٢٨ ـ (وَما أَنْزَلْنا) ما نافية (عَلى قَوْمِهِ) قوم حبيب (مِنْ بَعْدِهِ) أي من بعد قتله أو رفعه (مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّماءِ) لتعذيبهم (وَما كُنَّا مُنْزِلِينَ) وما كان يصحّ في حكمتنا أن ننزل في إهلاك قوم حبيب جندا من السماء ، وذلك لأنّ الله تعالى أجرى هلاك كلّ قوم على بعض الوجوه دون بعض لحكمة اقتضت ذلك.
٢٩ ـ (إِنْ كانَتْ) الأخذة أو العقوبة (إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً) صاح جبريل عليهالسلام