(قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (١٨) قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ (١٩) وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (٢٠) اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ) (٢١)
الشاهدة لصحته (١).
١٨ ـ (قالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنا بِكُمْ) تشاءمنا بكم ، وذلك أنهم كرهوا دينهم ، ونفرت منه نفوسهم ، وعادة الجهال أن يتيمّنوا بكلّ شيء مالوا إليه وقبلته طباعهم ، ويتشاءموا بما نفروا عنه وكرهوه ، فإن أصابهم بلاء أو نعمة قالوا بشؤم هذا وبركة ذلك ، وقيل حبس عنهم القطر (٢) ، فقالوا ذلك (لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا) عن مقالتكم هذه (لَنَرْجُمَنَّكُمْ) لنقتلنّكم ، أو لنطردنّكم ، أو لنشتمنّكم (وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ) وليصيبنّكم منا عذاب الحريق (٣) ، وهو أشدّ عذاب.
١٩ ـ (قالُوا طائِرُكُمْ) أي سبب شؤمكم (مَعَكُمْ) وهو الكفر (أَإِنْ) بهمزة الاستفهام وحرف الشرط كوفي وشامي (ذُكِّرْتُمْ) وعظتم ودعيتم إلى الإسلام ، وجواب الشرط مضمر وتقديره تطيرتم ، آين بهمزة ممدودة بعدها ياء مكسورة أبو عمرو ، وأين بهمزة مقصورة بعدها ياء مكسورة مكي ونافع ، ذكرتم بالتخفيف يزيد (بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ) مجاوزون الحدّ في العصيان ، فمن ثمّ أتاكم الشؤم (٤) لا من قبل رسل الله وتذكيرهم ، أو بل أنتم مسرفون في ضلالكم وغيّكم حيث تتشاءمون بمن يجب التبرك به من رسل الله.
٢٠ ـ (وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى) هو حبيب النجار وكان في غار من الجبل يعبد الله ، فلما بلغه خبر الرّسل أتاهم وأظهر دينه وقال : أتسألون على ما جئتم به أجرا قالوا : لا (قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ).
٢١ ـ (اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً) على تبليغ الرسالة (وَهُمْ مُهْتَدُونَ) أي الرسل ، فقالوا : أو أنت على دين هؤلاء؟ فقال :
__________________
(١) في (ظ) و (ز) بالآيات الشاهدة بصحته.
(٢) في (ظ) و (ز) المطر. والقطر والمطر بمعنى.
(٣) في (ز) وليصيبنكم عذاب النار.
(٤) زاد في (ز) من قبلكم.