تعالى فيهم : (قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللهِ مَنْ لَعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ)(١) وأن يستعيذوا به من طريق الضالّين ، وهم الذين قال الله تعالى فيهم : (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ)(٢) وهم النصارى.
ثمّ قال أمير المؤمنين عليهالسلام : كلّ من كفر بالله فهو مغضوب عليه ، وضالّ عن سبيل الله عزوجل».
[١ / ٦٠١] وقال الرضا عليهالسلام كذلك ، وزاد فيه ، فقال : «ومن تجاوز بأمير المؤمنين عليهالسلام العبوديّة فهو من المغضوب عليهم ومن الضالّين» (٣).
قوله : ومن تجاوز بأمير المؤمنين العبوديّة ، أي غلا فيه واعتلا به عن مرتبة العبوديّة.
[١ / ٦٠٢] قال أمير المؤمنين عليهالسلام : «لا تتجاوزوا بنا العبوديّة ، ثمّ قولوا ما شئتم ولن تبلغوا (٤) وإيّاكم والغلوّ كغلوّ النصارى ، فإنّي بريء من الغالين» (٥).
[١ / ٦٠٣] وأخرج الصدوق عن محمّد بن القاسم الأسترآبادى المفسّر قال : حدّثني يوسف ابن محمّد بن زياد وعليّ بن محمّد بن سيّار عن أبويهما عن الحسن بن علي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهمالسلام «في قول الله عزوجل : (صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) أي قولوا : اهدنا صراط الذين أنعمت عليهم بالتوفيق لدينك وطاعتك ، وهم الذين قال الله عزوجل : (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً)» (٦).
وحكى هذا بعينه عن أمير المؤمنين عليهالسلام.
ثمّ قال : ليس هؤلاء المنعم عليهم بالمال وصحّة البدن وإن كان كلّ هذا نعمة من الله ظاهرة ، ألا ترون أنّ هؤلاء قد يكونون كفارا أو فسّاقا فما ندبتم إلى أن تدعوا بأن ترشدوا إلى صراطهم وإنّما أمرتم بالدعاء بأن ترشدوا إلى صراط الذين انعم عليهم بالإيمان بالله وتصديق رسوله وبالولاية لمحمّد وآله الطيبين ، وأصحابه الخيّرين المنتجبين ، وبالتقية الحسنة التي يسلم بها من شرّ عباد الله ، ومن الزيادة في آثام أعداء الله وكفرهم ، بأن تداريهم ولا تغريهم بأذاك وأذى
__________________
(١) المائدة ٥ : ٦٠.
(٢) المائدة ٥ : ٧٧.
(٣) تفسير الإمام : ٥٠ / ٢٣.
(٤) أي لن تبلغوا وصفنا.
(٥) تفسير الإمام : ٥٠ / ٢٤.
(٦) النساء ٤ : ٦٩.