[١ / ٤٦٣] وروى عليّ بن عيسى الأربلي بالإسناد إلى الإمام الصادق عليهالسلام قال : «فقد لأبي بغلة ، فقال : لئن ردّها الله عليّ لأحمدنّه بمحامد يرضاها ، فما لبث أن أتي بها بسرجها ولجامها ، فلمّا استوى عليها وضمّ إليه ثيابه ، رفع رأسه إلى السماء وقال : (الْحَمْدُ لِلَّهِ) ، ولم يزد ، ثمّ قال : ما تركت ولا أبقيت شيئا ، جعلت جميع أنواع المحامد لله عزوجل ، فما من حمد إلّا وهو داخل فيما قلت».
قال عليّ بن عيسى : صدق وبرّ عليهالسلام فإنّ الألف واللام في قوله : (الْحَمْدُ لِلَّهِ) ، يستغرق الجنس وتفرّده تعالى بالحمد (١).
[١ / ٤٦٤] وروى الصدوق بإسناده إلى محمّد بن القاسم الأسترآبادي يرفعه إلى الإمام أبي محمّد الحسن العسكري عن أبيه عن جدّه عليهمالسلام ، قال : جاء رجل إلى الإمام عليّ بن موسى الرضا عليهالسلام ، فقال له : يا ابن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أخبرني عن قول الله عزوجل : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) ما تفسيره؟
قال : «الحمد لله ، هو أن عرّف عباده بعض نعمه عليهم جملا. إذ لا يقدرون على معرفة جميعها بالتفصيل ، لأنّها أكثر من أن تحصى أو تعرف. فقال لهم : قولوا : الحمد لله ، على ما أنعم به علينا ربّ العالمين. وهم الجماعات من كلّ مخلوق من الجمادات والحيوانات ...» (٢).
[١ / ٤٦٥] وروى الصدوق في حديث آخر : «إذا قال العبد : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) قال الله : حمدني عبدي. وعلم أنّ النعم التي له من عندي ، وأنّ البلايا التي دفعت عنه ، بتطوّلي. أشهدكم أنّي أضيف له إلى نعم الدّنيا نعم الآخرة ، وأدفع عنه بلايا الآخرة كما دفعت عنه بلايا الدّنيا» (٣).
[١ / ٤٦٦] وروى الصدوق في الفقيه فيما ذكره الفضل بن شاذان من العلل عن الرضا عليهالسلام أنّه قال : «أمر الناس بالقراءة في الصلاة لئلّا يكون القرآن مهجورا مضيّعا وليكون محفوظا مدروسا فلا يضمحلّ ولا يجهل. وإنّما بدأ بالحمد دون سائر السور لأنّه ليس شيء من القرآن والكلام جمع فيه من جوامع الخير والحكمة ما جمع في سورة الحمد ، وذلك أنّ قوله عزوجل : (الْحَمْدُ لِلَّهِ) إنّما هو أداء لما أوجب الله عزوجل على خلقه من الشكر ، وشكر لما وفّق عبده من الخير.
(رَبِّ الْعالَمِينَ) توحيد وتحميد له وإقرار بأنّه هو الخالق المالك لا غيره.
__________________
(١) كشف الغمّة ٢ : ٣٢٩ ؛ البرهان ١ : ١١٠ / ٢.
(٢) العيون ١ : ٢٥٥ / ٣٠ ، باب ٢٨ (فيما جاء عن الرضا عليهالسلام من الأخبار المتفرّقة). وراجع : تفسير الإمام : ٣٠ / ١١.
(٣) العيون ١ : ٢٦٩ / ٥٩ ، باب ٢٨.